🌲""في مشهد من مشاهد العبث السلطوي، تفاعلت سلطات الحوز مع عدسات المصورين، أو لنقل "المشوشين"، بحنكة سياسية تُدرّس في كواليس التمويه. خليفة القائد، محاطًا بعون السلطة وعناصر القوات المساعدة، شق طريقه إلى تلات نيعقوب، حيث تعيش ساكنة الخيام المحاذية للطريق. كان القرار واضحًا ومحددًا: "إلى الخلف، بعيدًا عن أعين الكاميرات"، وكأن المأساة لا تكتمل إلا إذا غابت عن الشهود.
🍁ولأن للتمويه فنونًا، فقد أُمر باستخدام القصب ونبات الدفلة كستار طبيعي يخفي ملامح العوز، ويبعد رائحة الفقر عن عدسات الحقيقة. برافو أيها الخليفة المحترم، إنك تُبدع في تطبيق دروس التستر والإخفاء. نأمل أن تُدرّس هذه التقنيات في مناهجنا التعليمية القادمة، كي يتعلم الجيل المقبل كيفية إخفاء الألم خلف أعواد القصب، وكيفية طمس الحقيقة بورق الدفلة السام.
🕳 والأمانة تقتضي القول إن أغلب ضحايا الزلزال لم يعودوا قادرين على الحديث إلى وسائل الإعلام، الرعب والخوف مما حدث للمناضل سعيد أيت المهدي جعلا من الصمت قانون النجاة الوحيد. أما عن الدعم، فحدّث ولا حرج، هناك من لم يرَ منه شيئًا، وكأن الملايين الأربعة عشر قد تبخرت في هواء الوعود. أما "السيروم" المالي ذو الثمانية ملايين، فقُسم كالدواء الشحيح، جرعة تلو الأخرى، ومن أراد الجرعة الرابعة، فمطلوب منه أن يصبغ الواجهة ويلصق النوافذ، وكأن البؤس يحتاج إلى طلاء كي يُعترف به.
🕳 هذا ليس دعماً، إنه تمييعٌ مهين وفضيحة مكتملة الأركان في حق المواطن المغربي المقهور، الذي صار رهينة لتدبير عشوائي وقرارات لا تنم إلا عن فشل عميق لمسؤولين غائبين عن الوجع وحاضرين في مسرح التمويه. فهل ننتظر المزيد من القصب والدفلة لإخفاء ما تبقى من الكرامة؟""
المصدر
صفحة تلات نيعقوب الان على فيسبوك